المجتمع و التربية
المجتمع و التربية
التربية ليست مؤسسة محايدة؛ بل تتشكل بفعل عوامل ثقافية و سياسية و اقتصادية تعكس قيم المجتمع و أعرافه. و تؤثر هذه العوامل على المحتوى التربوي و تقديمه، و كذلك على فرص التربية الجيدة و نتائجها.
تأثير العوامل الثقافية و السياسية على التربية
يعد الفعل التربوي عنصرا حاسما في التنمية البشرية، و يتأثر بعوامل مختلفة، بما في ذلك العوامل الثقافية والسياسية. حيث تلعب الثقافة و السياسة أدوارًا مهمة في تشكيل الممارسات و السياسات المجتمعية. حيث تعتبر العوامل الثقافية من أهم العوامل المؤثرة في العمل التربوي، فعلى سبيل المثال، يؤثر التنوع الثقافي على الممارسات التربوية، و خاصة في المجتمعات المتعددة الثقافات. فاللغة مثلا هي جانب حاسم من جوانب الثقافة التي تؤثر على العمل التربوي. ففي المجتمعات المتعددة اللغات، يمكن للسياسات اللغوية أن تعزز الشمولية. حيث تؤثر العولمة أيضًا على الهوية الثقافية والتربية. مما قد يؤدي لانتشار الثقافة و القيم الغربية بالإضافة لتبني الممارسات التعليمية الغربية في أجزاء كثيرة من العالم.
تأثير العوامل الاقتصادية على التربية
تلعب العوامل الاقتصادية دورًا حاسمًا في تشكيل الفرص والنتائج التربوية للأفراد و المجتمعات. حيث أن تكلفة العمل التربوي، و توفر الموارد، و عدم المساواة الاقتصادية يمكن أن تؤثر جميعها على العمل التربوي. حيث غالبا ما تعوق العوامل الاقتصادية الوصول إلى التربية الجيدة، حيث قد يكون الوصول إلى الموارد التربوية محدوداً في المناطق ذات الدخل المنخفض، حيث قد تفتقر المجتمعات و المدارس إلى التمويل و البنية التحتية اللازمة لتوفير تربية جيدة.